للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الجمعة 13 مايو 2011

(87) شرابين الدم

أبرز الأخبار هذا اليوم كان تصريح وزير خارجية إيطاليا بأن القذافي قد يكون أصيب وأنه خارج طرابلس. ظهر الناطق باسم سيده لينفي، ولم يكتف القذافي بذلك بل أذاع تسجيلا صوتيا يقول فيه أنه فيم مكان لا يستطيعون الوصول إليه، فهو في قلوب الملايين.... مسكين؛ داؤه عضال.
يقول النظام إن الغارات استهدفت ‘بيت ضيافة’ في البريقة كان به 150 عالما دينيا من حفظة القرآن قتل منهم أحد عشر من حفاظ القرآن الكريم!! البريقة تقع على جبهة قتال يتوقع أن تندلع فيها المعارك في أي وقت. بيت ضيافة؟ قد يكون كذلك، ولكن من هم الذين كانوا يقيمون فيه على جبهة القتال، ذلك إن صحت رواية قصفه أصلا. تبدو القصة شبيهة بقصف حديقة ملاهي للأطفال بباب العزيزية ومقتل ثلاثة صحفيين كانوا يعدون تحقيقا عن تلك الملاهي.... الغارة كانت في الثالثة صباحا!
تظاهرة مليونية اليوم في ميدان التحرير بالقاهرة دعما للوحدة الوطنية ومساندةً لفلسطين. ونادى المتظاهرون بتطهير الحكومة من وزراء، على رأسهم يحيى الجمل نائب رئيس الحكومة، يعملون ضد أهداف الثورة. وأقيمت صلاة الغائب على أرواح شهداء فلسطين وليبيا واليمن وسوريا. وجه المنطقة العربية يتشكّل من جديد. الثورة في مصر لم تتخلص نهائيا من نظام مبارك بعد، وفي مصر المتأرجحة بين نظام رحل وآخر لم يصل بعد يكمن خطر حقيقي على الثورة في ليبيا. هذا الخطر مصدره بقايا مبارك، وأموال القذافي الطائلة التي لم تقم الحكومة المصرية بتجميدها، وبعض من رؤوس مكتب اللجان الثورية والأمن الليبيين المتواجدين الآن في مصر. الحكومة المصرية تبدو في مظهر المتواطئ مع القذافي، والمجلس الانتقالي يفضل عدم المواجهة معها. أخشى أن يكون الثمن باهظا.
وبثت قناة ليبيا الأحرار الجزء الثالث من شهادة منسق اللجان الثورية السابق في بنغازي ناصر الحسوني. هذه شهادة دامغة من داخل النظام نفسه على الجريمة والمخططين لها والمنفذين. لا شك أن الحسوني سيكون أحد أبرز الشهود بمحكمة الجنايات الدولية. "ارموا الكلاب" قالها عبد الله السنوسي، ونفذ الأمر من كانوا معه ومن بينهم ابنه محمد، فأطلقوا النار على الآلاف من المتظاهرين العزل فوق جسر جليانه. أما المسيّر للعمليات عن بعد فقد كان سيف منذ البداية... هكذا طبقا للشهادة. هذه شهادة دامغة ومرعبة عن نظام دموي... نظام ‘شرّابين الدم’ طبقا لوصف قائدهم الذي تغنى به علنا في الثمانينيات من القرن الماضي من شرفة باب العزيزية وبصحبة حافظ الأسد.
عادت الطائرات للتحليق في سماء طرابلس هذا المساء، ولكنني لم أسمع أصوات تفجيرات، إلا أن الجزيرة قالت الطائرات قصفت مواقع في تاجوراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق