للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الأربعاء 31 أغسطس (196)

قــلــــب الحسابـــــات

صاحب اليوميات: نورالدين السيد الثـلثي



كشفت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها عن الدور الذي قامت به شركات التقنية الغربية في ’مساعدة نظام القذافي في التجسس على المواطنين الليبيين‘.

انصبّ التقرير على تقنيات الاتصالات والمعلومات، في مجالات اختراق المكالمات الهاتفية وحجب مواقع الإنترنت ومراقبة رسائل الإيميل. ووفّرت هذه التقنيات ــــــ لتجهيز مركز التجسس والمراقبة بطرابلس على سبيل المثال ــــــ بعضٌ من كبريات الشركات من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا.  

وقد امتدّت حقيقة مساندة الغرب ــــــ والشرق ـــــ لنظام القذافي وتوفير السلاح والتقنيات المتطورة له، إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، من دون عائق ذي علاقة بما عاناه الليبيون تحت ذلك الحكم البغيض. فالمعاملات التجارية ترتكز أساسا على الربح والمصلحة، وتجري في إطار قوانين وتوجهات سياسية تمليها حكومات دولها. وهي نفس الدول التي سارعت لنجدة الليبيين وإنقاذهم من إبادة حقيقية لا يعرف مداها إلا الله. ولا مكان في نشاطات هذه الشركات لأخلاقٍ أو مبادئ إلا بالقدر المحدود المتاح لمؤسسات المجتمع الأهلية والرأي العام. 

إن حسابات المصالح هي التي أملت التوجّهين المتعاكسين في كلا الحالتين؛ حالةِ دعم النظام وتوفير وسائل حمايته من شعبه، وحالة الانقضاض عليه ومساعدة الليبيين على اجتثاثه. وقد افضت هذه الحسابات إلى الانحياز إلى جانب ثم إلى الآخر. غاب اللبيون في الحساب الأول فخسروا، وفرضوا أنفسهم في الحساب الثاني فقلبوا المعادلات.

وعليه فإن عرفاننا بالفضل لكل مدّ لنا يد العون وقت الشدة، يجب ألا يمتدّ بعيداً. لقد كان لوقفتهم إلى جانبنا وقت المحنة أبعاد أخلاقية نبيلة، ولعل فيها تكفيراً عن مساندة الظالم المستبد ضد شعبه مقابل دراهم. ولكن أصدقاءنا الجدد أصحاب مصالح بالدرجة الأولى... ولنا مصالحنا.
في تقرير لأمنستي إنترناشيونال بعد زيارتها للموقع في الخمس، أن عدد المعتقلين بحاويتين في الخمس كان 26 رجلا، مات منهم تسعة عشر. ثلاثة من الناجين رووا مأساتهم ومأساة رفاقهم؛ كيف تمّ تعذيبهم، كيف استغاثوا طلبا للهواء والماء، وكيف بدأت أصواتهم تخفت مع زحف الموت نحوهم فرداً فرداُ.. والأوغاد بالخارج يسمعون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق