للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الثلاثاء 13 سبتمبر 2011

(209) بــــدء الشـــقاق
صاحب اليوميات: نورالدين السيد الثـلثي


المجلس الوطني الانتقالي كان عنوان الثورة ورمزها منذ انطلاقتها، ومحطّ توافق الليبيين، رغم تعدد توجهاتهم والغايات التي يسعون أفراداً أو جماعات لتحقيقها. كان إنجازا كبيرا أن شكّل الليبيون مجلسا يعبر عن أهداف ثورتهم، ويحاور العالم لنصرتها، ويعدّ لإنشاء الدولة العصرية الديموقراطية الجديدة.
التحرير لم يكتمل بعد، ورؤوس النظام المخلوع لا يزالون طلقاء مدججين بالسلاح وبما نهبوه وحافظوا عليه لأنفسهم من أموال الليبيين. يقينا، لا تزال للنظام المخلوع فلول وخلايا نسمع ببعض نشاطاتها البائسة من آن لآخر، وبني وليد وسرت والجفرة وسبها باقية تحت قبضة الكتائب.
ورغم ذلك بدأ تدافع محموم نحو السلطة. نسمع تصريحات عنيفة ضد المجلس ولجنته التنفيذية تُطلق هذه الأيام. المفارقة تكمن في أن مطلقيها يؤسسون هجومهم ــــ في جزء منه ــــ على أن المجلس واللجنة التنفيذية لا يحظيان بإجماع الليبيين. الإجماع بدايةً أمر مستحيل المنال لأيٍّ كان، وأزعم أن المتهجمين لا يتمتعون ولو بجزء ضئيل من ذلك ’الإجماع‘ الذي يحظى به المجلس.
نعم، لا تشكيلة المجلس ولا لجنته التنفيذية كانت مثالية، وكانت لهما أخطاء يجب تصحيحها.
ولكن النقد بغرض التصحيح أو التحسين، والمبنيّ على قاعدة من النية الحسنة، شيء، والهجوم ـبغرض الهدم شيء آخر... خاصة إذا ما سانده سلاح.
ليس هذا وقت الشقاق، وكل من يطمح للعب دور في قيادة وإدارة المرحلة المقبلة أو المشاركة فيها عليه أن يعدّ نفسه لصناديق الاقتراع حين يأتي أوانها. أما الدول التي تدفع أو تغذي هذه الجهة أوتلك، فعلى الأجنبية منها أن تكف عن التدخل في الشأن الليبي الداخلي، وعلى الدول الشقيقة أن تتقي الله في شعبنا... مع اعترافنا بالجميل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق