للتواصل

للإتصال وإبداء الملاحظات والتعليقات nstulti@gmail.com

صاحـب البومــــيات: نور الديـن السـيــد الـثــــلــثي


الثلاثاء 10 مايو 2011

(84) نهاية فريدة

لم أكن أريد مغادرة منزلي اليوم حفاظا على بنزين السيارة. أحاول قدر الإمكان ألا أستعملها أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع، إلا أن واجبا اجتماعيا اقتضى أن أخرج بالسيارة مسافة لا بأس بها عبر المدينة عصر هذا اليوم. كانت قيادة السيارة متعبة إلى حد كبير، فبعض الشوارع كان مزدحما ازدحاما شديدا بسيارات كانت في حالة توقف شبه تام في بعض الفترات. اعتقدت للوهلة الأولى أن السبب ربما يكون وجود موقع بالشارع تم قصفه الليلة الماضية، ولكن اتضح في كل مرة أن السبب هو وجود محطة وقود بالشارع.
مركز الكتاب الأخضر الذي قُصف الليلة الماضية يقع خلف الإذاعة بشارع الشط، ويضم موقعا للاستخبارات العسكرية... القنفود يقول إنه مركز الأمومة والطفولة! مقر أمني آخر تم قصفه كان مبنى يقع ضمن مربع بين شارعي السيدي والزاوية ويحدّ بمجمع المحاكم... حيث مكتب الفريق الحميدي.
سمعنا تحليقا للطائرات بداية من التاسعة مساء حتى حوالي الواحدة بعد منتصف الليل، إلا أنني لم أسمع صوت انفجارات.
توجد بعض المناوشات الليلية مع النقاط الأمنية، ولكن لا يبدو أن هناك مواجهات على النطاق الذي تشير إليه بعض القنوات. أرى أن المبالغات، مقصودة أو غير مقصودة، لا تفيد الثورة أو المحطات المعنية في شيء.
بدأنا نسمع برحيل كثيرين ممن تسمح ظروفهم المالية والاجتماعية إلى الخارج. الأمر امتد إلى المسؤولين أنفسهم، فقد رحلت إلى تونس أسرة مصطفى الخروبي (ومنها إلى بنغازي حيث أصهاره؟) كما سمعنا.
القصص التي تصل من الجبل الغربي ومن مصراته مرعبة.. القتل والسرقات والتعذيب والتمثيل والاغتصاب. ستكرر الكتائب الشيء نفسه عندما يحدث االانفجار الكبير في طرابلس. الطرابلسيون رهائن بيد مجنون وسكارى وحشاشين. والمجنون في ساعاته الأخيرة سيعمل على قتل كل من يتنفس وتدمير كل ما هو قائم.
شباب من الأقارب طلبا مني الاستماع إلى أغنية حفظها أحدهم على الكومبيوتر... My people love me. My people will die to protect me بصوت القذافي نفسه وبصحبة فرقة موسيقية. وكانوا يعيدون الأغنية ويضحكون... تماما مثلما ضحك العالم كله مستمعا إلى "زنقه زنقه". وتذكرت مرة أخرى تلك الأمسية مع صديق حيث كنا نمارس رياضة المشي في إحدى الأمسيات على كورنيش طرابلس. قلت وقتها إنني لا أراه سينتهي نهاية طغاة عادية، عن طريق انقلاب أو اغتيال مثلا... ربما كان القدر يخبئ له شيئا فريدا يليق به. قال صاحبي إن الأمر كذلك منذ الآن، ألا ترى كيف مسخه الله إلى هذا الشكل الذي نراه عليه؟ ومرّ ما يقرب من عامين الآن على حديثنا ذلك، وإذا بالمسخ يصبح أضحوكة العالم كله شكلا وموضوعا.... وغناءً... نهاية فريدة لا تزال خاتمة صفحاتها في علم الغيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق